الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{ومن كان غنيًا} بالله من قوة الولاية مستظهرًا بالعناية {فليستعفف} عن الانتفاع بصحبتهم، {ومن كان فقيرًا} مفتقرًا إلى ولاية المريد {فليأكل بالمعروف} فلينتفع بإعانته وليجزله بالشيخوخية مع الإمداد في الظاهر والباطن {فإذا دفعتم إليهم أموالهم} سلمتم إليهم مقام الشيخوخية {فأشهدوا عليهم} الله ورسوله وأرواح المشايخ وأوصوهم برعاية حقوقها مع الله والخلق. ثم أخبر عن نصيب كل نسيب فقال: {للرجال} وهم الأقوياء من الطلبة {وللنساء} وهم الضعفاء {نصيب مما ترك الولدان والأقربون} وهم المشايخ والإخوان في الله وتركتهم بركتهم وأنوارهم {نصيبًا مفروضًا} على قدر استعدادهم {وإذا حضر القسمة} أي في محافل صحبتهم ومجالس ذكرهم {أولو القربى} المنتمون إليهم المقتبسون من أنوارهم والمقتفون لآثارهم {فارزقوهم} من مواهب بركاتهم {وقولوا لهم قولًا معروفًا} في التشويق وإرشاد الطريق وتقرير هوان الدنيا عند الله، وعزة أهل الله في الدارين. {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعفًا} من متوسطي المريدين أو المبتدئين {خافوا عليهم} آفات المفارقة بسفر أو موت {فليتقوا الله} أي يوصونهم بالتقوى وأن يقولوا قولًا سديدًا هو لا إله إلأا الله. فإن التقوى ومداومة الذكر خطوتان يوصلان العبد إلى الله.{إن الذين يأكلون} يضيعون أطفال الطريقة بعدم التربية ورعاية وظائف النصيحة {إنما يأكلون في بطونهم} نار الحسرة والغرامة يوم لا تنفع الندامة. اهـ.
|